ما هي اللجان الإلكترونية؟ كيف تعمل وما أهدافها وتأثيرها على الرأي العام؟
في عصر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية📲، لم تعد الحروب تقتصر على الأسلحة التقليدية، بل أصبحت هناك ساحات جديدة للمعارك تُخاض بالكلمات والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، من هنا برز مصطلح "اللجان الإلكترونية"، الذي يُستخدم بشكل متكرر في الإعلام والسياسة، لكن ما هي اللجان الإلكترونية بالضبط؟ وكيف تعمل؟ وما أهدافها وتأثيرها في المجتمع والرأي العام؟ هذا ما سنوضحه في هذه المقال.
 |
| اللجان الإلكترونية |
ما المقصود باللجان الإلكترونية؟
اللجان الإلكترونية 🌐 هي مجموعات منظمة من الحسابات (الحقيقية أو الوهمية) تُدار غالبًا من قبل جهات رسمية أو غير رسمية، وتُستخدم بشكل ممنهج للتأثير على النقاشات العامة في الإنترنت، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية.
وتقوم هذه اللجان بتنسيق حملات مكثفة لنشر أو دعم وجهة نظر معيّنة، أو للهجوم على خصوم سياسيين، أو لترويج معلومات (سواء صحيحة أو مضللة)، بهدف توجيه الرأي العام وفق أجندة محددة.
كيف تعمل اللجان الإلكترونية؟
تعمل اللجان الإلكترونية وفق استراتيجيات مُنظّمة، وغالبًا ما تستخدم أدوات رقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الإنتشار السريع والتأثير الواسع ومن أبرز طرق عملها:
- 🕵️♂️ التفاعل الجماعي المنسق مثل الإعجابات، التعليقات، إعادة النشر (ريتويت)، بهدف رفع هاشتاج أو إسكات صوت معارض.
- 🤖 إنشاء حسابات وهمية (Bots) و تُستخدم لنشر محتوى موحّد بكثافة كبيرة لإظهار "رأي جماعي" مزيف.
- 💬 الردود الآلية (Auto Replies) للرد الفوري على التغريدات والمنشورات ومهاجمة المعارضين.
- 💻نشر الشائعات أو المعلومات المضللة لتشويه صورة طرف معين أو خلق بلبلة إعلامية.
أهداف اللجان الإلكترونية
لا تقتصر أهداف اللجان الإلكترونية على الدفاع عن نظام أو مهاجمة خصم سياسي، بل تتنوع بحسب الجهة التي تُشغّلها، وتشمل:
- 🌐 توجيه الرأي العام نحو قضايا معينة أو تبرير قرارات سياسية.
- 🌐 تشويه سمعة المعارضين أو التشكيك في مصداقيتهم.
- 🌐 خلق انقسام مجتمعي من خلال إثارة قضايا خلافية.
- 🌐 التأثير على نتائج الانتخابات من خلال حملات منظمة.
- 🌐 الدفاع الإعلامي والهجومي في الأزمات، سواء داخلية أو خارجية.
مخاطر اللجان الإلكترونية على المجتمعات
- التحكم في المحتوى وتوجيهه بعيدًا عن الحقيقة.
- خلق رأي عام مزيف لا يعبر عن واقع المجتمع.
- تضليل الجمهور بمعلومات غير صحيحة.
- نشر الكراهية والانقسام بين فئات الشعب.
الوقت المناسب لعمل اللجان الإلكترونية
عندما يُراد خلق فتنة بين شعبين، تكون هذه اللجان الإلكترونية الأداة المثالية لنشر الكراهية والتحريض، خاصة في الأحداث الحساسة او المهمة مثل مباريات كرة القدم، الخلافات السياسية أو الاقتصادية أو المواقف الدينية أو الثقافية.
كيف تُشعل اللجان الإلكترونية نار الفتنة بين شعبين؟
تعمل اللجان الإلكترونية🧑💻 بخطوات مدروسة تستغل المشاعر الوطنية والدينية، ومن أبرز طرقها:
1. نشر تغريدات ومقاطع فيديو مسيئة
يتم تصميم منشورات مسيئة وموجهة ضد رموز أو ثقافة أحد الشعبين، تُنشر من حسابات مزيفة تُظهر نفسها على أنها من الطرف الآخر، وذلك لبث الكره بين شعبين مثل ما حدث منذ أيام قليلة بين الشعب المصري والشعب السعودي على منصة X تويتر سابقا.
2. إطلاق هاشتاجات عدائية
تستخدم اللجان تقنيات رفع التريند لإطلاق هاشتاجات مهينة أو استفزازية تخلق موجة من الردود الغاضبة، وبالتالي يتحول الحوار إلى معركة إلكترونية.
3. انتحال الهويات 🎭
يتم إنشاء حسابات بأسماء وأعلام دولة ما، ثم نشر محتوى مسيء للشعب الثاني، لإظهار أن "هذا رأيهم"، رغم أن الحسابات مزيفة ومدفوعة.
4. تضخيم الخلافات البسيطة
أحيانًا تبدأ الأمور بمشكلة عادية، لكن يتم تضخيمها ونشرها بعناوين مستفزة وتحريف الكلام، حتى تبدو وكأنها "إهانة متعمدة".
كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في الفتنة الإلكترونية؟
- 🧠 فكّر قبل أن ترد، فقد تكون ترد على روبوت أو حساب وهمي.
- لا تنجر وراء العناوين المستفزة أو الحسابات الغريبة.
- تحقق من مصدر كل منشور قبل التعليق أو المشاركة.
- أبلغ عن الحسابات المسيئة، ولا تعطِها أي تفاعل.
- ❤️ساهم في نشر التهدئة.
في النهاية
الفتنة لا تبدأ من الأرض، بل من الكلمات، وفي عصر اللجان الإلكترونية، باتت الكلمة أخطر من السلاح، لذا من مسؤوليتنا في موقع مصر العظمى أن نحسكم على الوعي وأن نكون عقلانيين ورافضين للانجرار خلف الفتنة التي يكون أساسها هي دولة خارجية.
