مشروع القطار السريع.
تعمل وزارة النقل المصرية بجد على تنفيذ مشاريع تطويرية متعددة لشبكة المواصلات في مصر، بهدف تقديم الحلول الأفضل والأكثر استدامة.ضمن هذه الجهود التنموية، تم المصادقة على إنشاء مشروع القطار السريع، الذي بدأت دراسته في عام 2015 وتم تفعيل القرار في 2021، بهدف إنشاء نظام متكامل يربط بين الموانئ و المدن الصناعية ومناطق التنمية الجديدة والعاصمة الإدارية.
ما هو مشروع القطار السريع في مصر؟
مشروع القطار السريع في مصر هو نظام متكامل من القطارات فائقة السرعة تهدف إلى ربط مختلف مناطق البلاد. يشتهر هذا المشروع أيضًا باسم "قطار العلمين". وتبدأ المرحلة الأولى من المشروع بربط مدن البحر الأحمر والبحر المتوسط.
يهدف المشروع إلى تطوير نظام نقل حديث وفعال يربط الموانئ والمدن الصناعية والمناطق الجديدة بالعاصمة الإدارية وبعضها ببعض. يتوقع أن يحدث هذا المشروع تغييرًا كبيرًا في قطاع النقل العام ويعزز التنمية الاقتصادية والتجارية في مصر بشكل كبير جدا.
أهمية مشروع القطار السريع وتكلفة إنشائه؟
اولاً، تم تحديد تكلفة تقديرية لمشروع القطار السريع من قبل وزارة النقل المصرية بقيمة 360 مليار جنيه، ومن الممكن أن يتم تعديل هذا المبلغ وفقًا للاتفاقيات المستقبلية مع الشركات المصرية والأجنبية المشاركة في المشروع.بالإضافة إلى ذلك، يتميز مشروع القطار السريع بأهميته الاقتصادية ويتضمن عددًا من النقاط المميزة التي يمكن تسليط الضوء عليها على النحو التالي:
- تقليل وقت السفر يُقلص القطار السريع الوقت المستغرق للانتقال بين المحافظات إلى النصف أو أكثر، وبالتالي يتيح رحلات سفر أكثر سرعة وفعالية للمسافرين، ويسهم في توفير الوقت والجهد.
- تعزيز الاقتصاد والتجارة سيعمل القطار السريع على تعزيز التجارة وتسهيل حركة البضائع بين المناطق المختلفة في مصر، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات.
- توفير فرص العمل سيساهم القطار السريع في إيجاد فرص عمل جديدة خلال عمليات البناء والتشغيل، بالإضافة إلى الفرص المستدامة في الصيانة والإدارة المستقبلية للمشروع.
- سيساهم القطار السريع في تقليل انبعاثات الكربون وتلوث الهواء المرتبط بوسائل النقل التقليدية، مما يسهم في حماية البيئة وتحسين جودة الهواء.
- زيادة الإيرادات المالية من خلال زيادة واردات القطار السريع من الجهتين الاستهلاكية والتجارية، حيث يُتوقع أن يتم تعزيز حركة السفر والنقل بين المحافظات والمدن المختلفة، مما يُسهم في تحقيق إيرادات إضافية.
- تعزيز الحركة السياحية سساهم القطار السريع في تعزيز الحركة السياحية في مدن البحر الأحمر والمتوسط، حيث يتيح وسيلة نقل سريعة ومريحة للسياح لاستكشاف المناطق الجميلة والمعالم السياحية المتنوعة.
باختصار، مشروع القطار السريع يحقق فوائد اقتصادية عديدة، من زيادة الإيرادات المالية وتنشيط الحركة السياحية إلى تحسين النقل وتنشيط القطاع التجاري.
خطة هيئة النقل المصرية لتنفيذ مشروع القطار السريع؟
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أهمية العمل على تنفيذ مشروع القطار السريع في مصر كمشروع متكامل، مع تقسيمه إلى عدة مراحل دون وجود فواصل زمنية كبيرة.وبالإضافة إلى ذلك، يغطي القطار السريع إجمالي مساحة تبلغ 1795 كيلومترًا، ومن المقرر تنفيذه على أربع مراحل متتالية. وفيما يلي تفاصيل حول هذه الخطوط:
المرحلة الاولي.
تشمل المرحلة الأولى من مشروع القطار السريع على الخط التالي، الذي يمتد على طول 460 كيلومترًا، مرورًا بعدة مدن كبرى، وتشمل هذه المدن:
- العين السخنة.
- السويس وميناءها الهام جدا.
- العاصمة الإدارية الجديدة.
- الإسكندرية.
- مدينة العلمين الجديد.
- ومدينة 6 اكتوبر والجيزة.
المرحلة الثانية.
تتبع المرحلة الثانية من القطار السريع خطًا بطول 200 كيلومتر، يربط بين الميناء الرئيسي في البحر الأحمر وميناء الإسكندرية، ويمتد إلى ميناء جربوب الجديد بمدينة مرسى مطروح.
هدف هذه المرحلة هو تعزيز وتطوير قطاع النقل البحري في مصر، وتسهيل حركة البضائع والتجارة بين هذه الموانئ الرئيسية على الساحلين الشرقي والشمالي للبلاد. الميناء الرئيسي في البحر الأحمر وميناء الإسكندرية يُعَدَّان من أبرز الموانئ في مصر، ويعتبر ميناء جربوب الجديد بمدينة مرسى مطروح إضافة مهمة للبنية التحتية النقلية في المنطقة.
من خلال تطوير هذه المرحلة، يتوقع تحقيق زيادة في سرعة نقل البضائع وتقليل الوقت المستغرق لنقلها بين هذه الموانئ، مما يعزز التجارة الداخلية والخارجية ويدعم النمو الاقتصادي في المناطق المتصلة بهذا الخط السريع.
المرحلة الثالثة.
تمتد المرحلة الثالثة من القطار السريع على مسافة تصل إلى 285 كيلومترًا، وتهدف إلى ربط أربع مدن ساحلية هامة وهي: الغردقة، سفاجا، قنا، والأقصر.
هذه المرحلة تهدف إلى تعزيز التواصل والتنمية الاقتصادية بين هذه المدن الساحلية، وتسهيل حركة السفر والتجارة بينها. تعد مدينة الغردقة وسفاجا من الوجهات السياحية الشهيرة على البحر الأحمر، في حين تحظى قنا والأقصر بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة.
من خلال تنفيذ هذه المرحلة، ستتيح القطارات السريعة وسيلة سريعة وفعالة للانتقال بين هذه المدن، مما يساهم في تعزيز السياحة، تطوير البنية التحتية، وتحفيز النمو الاقتصادي في المنطقة. كما ستسهم في تحسين راحة المسافرين وتقليل وقت الانتقال بين هذه المدن الساحلية المهمة.
المرحلة الرابعة.
في المرحلة الرابعة من القطار السريع، سيتم تركيز الجهود على إنشاء خط تنقل رئيسي يمتد على مسافة تصل إلى 850 كيلومترًا، وسيتم توجيه هذا الخط على محاور النيل الغربية، بدءًا من مدينة 6 أكتوبر، ثم مدينة الأقصر، وفي النهاية وصولًا إلى مدينة أسوان.
وتعتبر مدينة 6 أكتوبر محطة تبادلية مع قطار المونوريل القادم من العاصمة الإدارية، مما يسهم في توفير ربط متكامل بين هذين المشروعين النقليين الحديثين. وتتكون هذه المرحلة من 18 محطة، تتوزع على 8 محطات للقطار السريع و10 محطات للقطار الإقليمي.
الشركات القائمة على تنفيذ القطار السريع الجديد؟
تم الإعلان عن وجود تعاون مسبق بين إحدى الشركات المصرية وشركة أجنبية لتنفيذ مسار قطار السخنة العلمين، وتتضمن الشركات المشاركة في هذا التعاون الشركات التالية:
أوراسكوم للمقاولات والإنشاءات: تعد شركة أوراسكوم من الشركات الرائدة في مجال المقاولات والإنشاءات في مصر، ولديها خبرة واسعة في تنفيذ المشاريع الضخمة والبنية التحتية.
المقاولون العرب: تعتبر شركة المقاولون العرب من أبرز الشركات الإنشائية في مصر والشرق الأوسط، ولها سجل حافل في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والنقل.
سيمنز الألمانية: تعتبر سيمنز واحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية، وتقدم حلولًا متقدمة في قطاع النقل والسكك الحديدية.
هذا التعاون يهدف إلى الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة المتوفرة في الشركة الأجنبية، بالإضافة إلى الدعم والتنفيذ المحلي من قبل الشركة المصرية، لضمان تنفيذ مسار قطار السخنة العلمين بكفاءة وجودة عالية.
دور الشركات المصرية في المشروع .
تم توفير مجموعة متكاملة من المهندسين والعمال المصريين من قبل شركتي المقاولات، وتشمل دور الشركات المصرية في هذا التعاون ما يلي:
- تخطيط مسار القطار السريع: حيث يقوم المهندسون المصريون بتحليل المتطلبات وتصميم مسار القطار السريع، مع الأخذ في الاعتبار عوامل السلامة والكفاءة والتجانس مع البنية التحتية الحالية.
- إنهاء أبحاث التربة ورفع المساحات: يتم تنفيذ دراسات التربة لتحديد خصائص التربة والتأكد من ملاءمتها لإنشاء القضبان والهياكل المختلفة. كما يتم رفع المساحات لتحديد الموقع المناسب للمحطات والجسور.
- إقامة الجسور الترابية وكباري القطار: تقوم الشركات المصرية بإنشاء الجسور الترابية والكباري التي تمر بها السكك الحديدية، مع الالتزام بالمعايير الفنية والأمان المطلوبة.
- إضافة خرسانات الطرق والقضبان: يتم تنفيذ أعمال الخرسانة اللازمة للطرق المؤدية إلى المحطات والقضبان التي تحمل القطارات السريعة، لضمان استقرار ومتانة التحرك على المسار بشكل سليم.
- إنشاء وتركيب محطات القطار السريع: يتولى المهندسون المصريون إنشاء وتجهيز محطات القطار السريع، بما في ذلك تركيب الأجهزة والمعدات الضرورية وضمان سلامة وسلاسة العملية الركابية.
تتعاون الشركات المصرية مع الشركة الأجنبية لضمان تنفيذ مشروع القطار السريع بكفاءة عالية وفقًا للمعايير المحلية والدولية، مما يسهم في تطوير البنية التحتية.
دور شركة سيمنز الألمانية في المشروع.
- تساهم شركة سيمنز الألمانية بمبلغ مالي قدره 3 مليارات دولار لتنفيذ مهام محددة في مشروع القطار السريع، وتشمل هذه المهام:
- إدارة أعمال الاتصالات والتحكم: تتولى سيمنز الألمانية إدارة وتنفيذ أنظمة الاتصالات والتحكم الحديثة التي تضمن سلامة وفاعلية تشغيل القطارات السريعة.
- إعداد أنظمة كهرباء شبكة القطارات: تقوم الشركة الألمانية بتصميم وتركيب أنظمة كهرباء شبكة القطارات، وذلك لضمان تزويد القطارات بالطاقة الكهربائية اللازمة للتشغيل السلس والفعال.
- صيانة عربات القطار لمدة 15 سنة: يتضمن التعاقد مع سيمنز صيانة عربات القطار لمدة 15 سنة من تاريخ التعاقد، مما يضمن استمرارية تشغيل القطارات بكفاءة عالية وصيانة دورية موثوقة.
- تصنيع وتوريد 35 قطار إقليمي للركاب و 10 جرارات للبضائع: تقوم الشركة بتصنيع وتوريد 35 قطارًا إقليميًا لنقل الركاب و 10 جرارات لنقل البضائع، وذلك لتلبية احتياجات النقل المحلية والإقليمية.
تعمل سيمنز الألمانية بجد لتوفير التكنولوجيا المتطورة والخبرة في مجال النقل السككي، وتساهم بشكل كبير في نجاح وتطوير مشروع القطار السريع في مصر.
موعد تشغيل القطار السريع؟
أعلن الفريق كامل الوزير بتحديد موعد الانتهاء من تنفيذ القطار السريع في نهاية 2023. وأشار إلى أن هذا سيتزامن مع بدء التشغيل الكامل للعاصمة الإدارية الجديدة